GuidePedia

0
لا شك أن ثمة علاقة وثيقة بين الاقتصاد والسياسية؛ حيث تتسم تلك العلاقة بالتفاعل الدائم والتأثير والتؤثُّر المستمر، فالاقتصاد لا يقوم إلا بمساعدة نظام سياسي سَوي يحدد طبيعة الأنشطة الاقتصادية ويضمن استمرارها، ولا توجد سياسة دون اقتصاد يدعمها ويعزز مواقفها. ومن هذا المنطلق، يمكن القول أن تجارة الفوركس – شأنها شأن أي تداول – نشاط اقتصادي حساس للغاية لأي تغيرات سياسية، وتنعكس تلك الحساسية في التقلبات التي يشهدها سوق الفوركس بناءًا على تبدُّلات وتغيُّرات المشهد السياسي في أي دولة والتي يمكن أن تؤثر تأثيرًا مباشرًا على أرباح أو خسائر المتداول.

الدور السياسي في حركة العرض والطلب في تجارة الفوركس

تعتبر الأحداث السياسية من أهم المحركات الاقتصادية، لا سيما في الدول ذات الاقتصادات الكبرى كاليابان والولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية. ويعتمد المحللون والمستثمرون في سوق الفوركس على نوعين من التحليلات هما التحليل الأساسي والتحليل الفني؛ ويعتمد التحليل الأساسي على قراءة المشهد الخارجي واستنباط الدلالات من الأخبار والبيانات الاقتصادية والعالمية والمحلية فضلاً عن الأوضاع السياسية؛ حيث تؤثر الأحداث السياسية والأمنية على الحالة الاقتصادية، ويتجلَّى هذا التأثير في تذبذب حركة العرض والطلب التي يتحكم بها المتداولون وفقًا لقرائتهم الخاصة للمشهد الحالي، وينتج عن ذلك ارتفاعات أو انخفاضات مفاجئة وكبيرة للعملات. وتلعب البنوك المركزية أيضًا دورًا هامًا في إضعاف أو تقوية العملة لحل أزمة سياسية ما، وجدير بالذكر هنا أن تدخلات البنوك المركزية ما هي إلا استجابة لرؤى النظم السياسية لتظهر لنا مجددًا قوة العلاقة بين الاقتصاد والسياسة.

أهمية المتابعات الإخبارية لمتداول الفوركس

ساعد تطور وسائل الإعلام على سهولة التغطية الإخبارية للأحداث السياسية، وبالتالي أصبح من السهل على متداول الفوركس متابعة الأحداث والمستجدات واتخاذ القرارات المناسبة وفقًا للمتغيرات التي تحدث. وفي جميع الأحوال يجب على متداول الفوركس أن يتخذ الحيطة وأن يتبع الإجراءات الوقائية التي تحميه من الخسائر الفادحة مثل طلبات الحد ووقف الخسائر.

النموذج الروسي وتأثيره على تجارة الفوركس

من أشهر الأمثلة التي تجسد الآثار السياسية على حركة سوق الفوركس هي أحداث أوكرانيا الأخيرة والتدخل الروسي في مصالحها؛ حيث شهدت بورصة موسكو انخفاضات حادة وهبط الروبيل الروسي بشكل قوي وخسر من قيمته كثيرًا مسجلاً أسوأ أداء له خلال الأيام السابقة؛ وذلك بعد التهديدات التي وجهتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية والتي تُنذِر بمقاطعة روسيا اقتصاديًا مما أدى إلى هذا الانهيار الاقتصادي، مما اضطر البنك المركزي إلى التدخل للإصلاح من الوضع ودعم العملة الروسية. وقد أدت هذه التوترات إلى سحب الاستثمارات بسبب التخوفات من استمرار التدهور في المنطقة.

تأثير الإشاعات السياسية على تجارة الفوركس

الأحداث السياسية الفعلية ليست المحرك الوحيد لسوق الفوركس، بل هناك أيضًا الإشاعات والاحتمالات والتوقعات التي قد تدفع المتداولين إلى اتخاذ قرارات معينة بناء على توقعاتهم. وقد تستغل بعض الأطراف هذه النقطة من خلال ترويج إشاعات ذات طبيعة معينة تساعد على تحريك السوق في صالحها، فيكفي التلميح لاحتمال وقوع حدث معين حتى تقفز الأسعار ارتفاعًا أو تتهاوى هبوطًا.
وهكذا يتضح لنا الدور المؤثر للأحداث السياسية على حركة سوق الفوركس؛ مما يشير إلى أهمية المتابعة الدورية لهذه الأحداث من جانب المتداولين.

إرسال تعليق

 
Top