GuidePedia

0
الصراع ما بين العملات الاجنبية جع الاقتصاد العالمي اليوم مكانا خطيرا للصراعات السياسية والاقتصادية٬ وأصبحت كل دولة تحارب العالم باقتصادها كي تنتصر وكأنها حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن الاختلاف هنا أنها حرب باردة بلا اسلحة أو مدرعات وﺇنما يغلب على هذه الحرب سلاح واحد فقط وهو القوة الاقتصادية. وفي ﺇطار هذه الحرب٬ تستخدم كل دولة عملتها كسلاح لها.
ملامح الصراع ما بين العملات الاجنبية

اسباب حدوث صراع العملات الاجنبية

بالنظر ﺇلى وجهة النظر التقليدية للبنوك المركزية نرى أنها ترى ضرورة ﺇضعاف العملة لكي تصبح السلع المحلية رخيصة مما يؤدي ﺇلى زيادة الصادرات وتنمية الاقتصاد الوطني وحينما تقوم كل الدول باتباع مثل هذه السياسة يحدث ما يسمى بصراع العملات. ويعتبر صراع او حرب العملات تهديدا كبيرا لكثير من الدول.
ولكن البنوك المركزية تقول أنها لا ترغب في خوض مثل هذ الصراع ولذا تقوم بتخفيض سعر الفائدة مما يجذب الاستثمارات ويخلق فائضا في المعروض المالي.

أخر أحداث صراع العملات الاجنبية

ظهرت الحرب بشكل واضح حينما تم تخفيض قيمة العملة الصينية ( اليوان) مما أدى ﺇلى انخفاض أسعار صرف العملات الأجنبية في كل دول العالم. وما بررت به السلطات الصينية فعلها٬ أنها كانت ترغب في زيادة فرص عملتها في الوصول ﺇلى العملات الاحتياطية.
وقبل ذلك حدثت صدمة كبيرة في سوق العملات الاجنبية عندما رفضت سويسرا أن تحتفظ بالقيود المفروضة على الفرنك مقابل اليورو وسهلت بعض الدول من السياسة النقدية مثل كندا والدنمارك. فيما قامت حوالي 22 دولة بتخفيض أسعار الفائدة في مطلع عام 2015. ومن هنا كان صراع العملات الاجنبية مرهونا بمحاولة العالم من أن يخرج من الركود الذي تركته الأزمة المالية العالمية عام 2008  حيث كانت البنوك المركزية تعد برنامجا لشراء السندات.
ولكن بعد أن عاد الانتعاش الاقتصادي مرة أخرى تغيرت وجهة الحكومات ﺇلى محاولة منع حدوث الانكماش وهو ما يعني انخفاض الأسعار مما يؤثر سلبا على الطلب العالمي والنمو الاقتصادي.

دور البنوك المركزية

يتلخص دور البنك المركزي في أي دولة في العالم على الحفاظ على استقرار الأسعار ودعم السياسة النقدية. والدليل على ذلك٬ أنه عندما انخفضت أسعار النفط بشكل كبير تحملت البنوك المركزية الأمر واتخذت بعض التدابير لحل الأزمة.

حرب العملات الاجنبية العالمية الأولى

جرى خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي عقد في أنقره عاصمة تركيا٬ أن الصين توعد بعدد من الاصلاحات المالية٬ وقوبل وعد الصين بقبول من المشاركين ﺇلى جانب وعد أعضاء الدول العشرون الكبرى بعدم تخفيض قيمة عملتها حتى لا تستفيد من الميزات التنافسية.
ومازال وضع الولايات المتحدة الأمريكية خطيرا حيث تعاني الصناعات التصديرية من خسائر كبيرة مما يؤكد عدم تعافي الاقتصاد الأمريكي.

مراحل حرب العملات

في عام 2008 أطلق النظام الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية أول ثلاث جولات من التسهيل الكمي٬ وفي عام 2010 أدخل وزير المالية البرازيلي مفهوم حرب العملات٬ وفي عام 2013 تعددت الأحداث ما بين تقديم بنك اليابان برنامج متكامل للتسهيل الكمي وعدم تحديد معدلات الصرف المستهدفة من قبل مجموعة العشرين٬ وفي عام 2014 قام البنك المركزي الأوروبي بتحديد سعر فائدة سالب لأول مرة٬ ورفض الأوبك تقييد انتاجه النفطي مما أدى الى انهيار السعر ﺇلى حدود الأربعينات للبرميل الواحد٬ وفي عام 2015 تسارعت الأحداث الخاصة بالعملة وأهمها كان تخفيض قيمة العملة الصينية ﺇلى جانب تبني برنامج التسهيل الكمي من قبل البنك المركزي الأوروبي وﺇلغاء سويسرا الحد الأعلى لقيمة الفرنك مقابل اليرور.
خلاصة القول: الاقتصاد العالمي هو مكون مؤثر ومتأثر خاصة وأن كل عنصر فيه يؤثر على العناصر الأخرى وخاصة العملة٬ فهي تعتبر من أقوى وأهم عوامل الاقتصادات العالمية ولذا يجب على الدول أن تحافظ على قيمة عملتها.

إرسال تعليق

 
Top